مرة أخرى أيها الواقعيون

منطقة خطر ناهض حتّر
الرد على الجريمة الصهيونية في الحرم الإبراهيمي الشريف، في منطق الأمم الحية، لا يكون بالكلام، ولكن بالرصاص! ولكن، طالما أن الشعب، العربي نائم، لئلا نقول ميت، فنحن مضطرون للدخول في مناقشة عاقلة!
كنت أستمع، أمس، إلى الإعلام »الإسرائيلي «، وكان يركز على نقطتين أولهما الطابع الجنائي للجريمة التي ارتكبها «متطرفون من يهود الضفة الغربية!» وثانيهما دعوة «عرب ويهود الضفة والقطاع»، إلى ضبط النفس، وتفويت الفرصة على «المتطرفين من الجانبين» لئلا تتأثر «العملية السلمية» من تفاعلات الحدث!
ومع اختلاف التعابير، فإن منطق الإعلام العربي ركّز، بدوره، على هاتين النقطتين مستعيداً جوهر المنطق »الإسرائيلي«! وأحسب أن «المناقشات» في الأيام القادمة ستتمركز حول انتقادات موجهة للحكومة» الإسرائيلية» لأنها تسمح بتسليح المستوطنين اليهود، أو لأنها «تغض الطرف» عن أعمالهم الإجرامية، أو لأنها لا توفر »الحماية الكافية« للمصلين العرب!
وأما الأمر الرئيسي، فستضطر الأطراف العربية في «العملية السلمية»، إلى السكوت عنه، لأنه ليس بين «ثوابت» العملية تلك أصلا!
لقد وقعت الجريمة لأن هنالك مستوطنين يهود في الخليل، وهؤلاء موجودون لأن الاحتلال موجود. وتحقيق الحد الأدنى من «السلام» يتطلب رحيل المستوطنين مع الاحتلال فوراً وبدون قيد ولا شرط!
هذا المطلب البسيط القائم على حقائق بسيطة، ليس ثورياً، إنه «تسووي» ولكنه، للأسف، غدا، الآن، مطلب حد أقصى ثوري ومتطرف، من وجهة نظر الراكعين، أمام البسطار الصهيوني، يلعقونه، عسى أن يفوزوا منه بنظرة رضى وبعض عظمة ناشفة!
لقد نبهني الصديق الدكتور هشام غصيب، إلى أن سيكولوجية اليهودي تميل إلى العدوان، كلما مال الآخرون إلى الاستكانة والمسالمة، بينما تنزع إلى الاستكانة والمسالمة كلما نزع الآخرون إلى إظهار القوة والرغبة في القتال!
أفلم يكن من المفروض، منطقياً، أن تفتح المعاهدة المصرية –«الإسرائيلية» عهداً جديداً من السلام في المنطقة؟ لقد كان السادات يحسب هذا، ولكن ما حدث أن «إسرائيل» قد فتحت، بعد مسالمة السادات لها، صفحة جديدة من العدوان والاحتلالات والجرائم، لم يكن عدوانها الإجرامي على لبنان عام ١٩٨٢ أولها، مثلما أن جريمة الحرم لن تكون آخرها!
احن رأسك أكثر لليهودي…سيطأك أكثر!
سلم عليه، سيرد بالرصاص!
تعايش معهْ… سيعيش وحده ويقتلك!
***
أيها «الواقعيون» …
لسنا ضد «السلام» لأننا نحب الحرب والموت، بل لأننا نكره الحرب والموت!
لسنا مع المقاومة المستمرة لأننا نكره السلام، بل لأننا نريد أن نذهب إلى الصلاة يوم الجمعة، ونحن مطمئنين إلى أننا سنعود، أحياء، إلى أحضان الأهل… وليس جثثا إلى «الثلاجات»!

ناهض حتّر

Posted in Uncategorized.