“فيديل”!

الشاهد 9هذا العالم
العدد 32
ناهض حتر
أنا لا أعرف الاسبانية، ولكني وقفتُ ثلاث ساعات تحت المطر الغزير والشمس الحارقة في هافانا الاستوائية، فاهما، منصتا، فرحا، منفعلا، طرِبا… فقد كان المتحدث قادرا على ايصال نبض روحه الحرة، هادما حاجز اللغة، مشعلا قلوب الشبان الآتين من القارات الخمس… انه فيديل كاسترو!
فيديل! نجمة العالم الثالث التي سطعت في سماء التحرر الوطني، وما تزال تسطع… مضيئةً كوبا… جزيرة الحرية المحاصرة منذ ثلاثةٍ وثلاثين عاماً بأساطيل امبراطورية الشر الأمريكية.
فيديل… كان رمز الثورة العالمية المقدام، عندما كانت البواخر السوفياتية تكسر الحصار الامريكي على كوبا… وظل رمز المقاومة العالمية عندما أطبق رعاة بقر النظام العالمي الجديد على الجزيرة الحرة، من كل صوب، اطباق القيد على المعصم!
فيديل لا يهون!
والشعب الكوبي لا يهون!
ولنتذكر ان كوبا كانت البلد “العربي” الوحيد الذي وقف مع العراق في مجلس الأمن، في مواجهة عاصفة الصحراء الهمجية، في وقت كانت فيه “لعم” كوبية، كافية للتخفيف من معاناة الشعب الذي يكدح نهارا ويرقص ليلا… ويغني للتضامن الأممي وحرية… العالم الثالث.
نحن، العرب، ننسى كثيرا… ونُهزم سريعا، حتى أن كاتبا شيوعيا عربيا علق على اشتداد معاناة الشعب الكوبي، جراء الحصار الأميركي، لا بإدانة الحصار، ولا بتذكيرنا أن استمرار هذا الحصار ناجم، من بين أسباب أخرى، عن وقوف هافانا إلى جانبنا يوم عز الصديق… ولكن بمطالبة الزعيم الكوبي بالتراجع… والاستسلام، والانهيار… في مقالة عنوانها، “كفى يا كاسترو!” فكل رموز المقاومة العالمية، يجب أن تستسلم، لأن العرب الغاربة استسلمت!
فيديل!
في العرب، عربٌ قادمة… تهتدي بالنجمة الكوبية التي لن تخبو، وستزهو، لا بد، في سماء مليئة بالنجوم الصاعدة!
فيديل!
مع الشعب الكوبي أقول: ڤيڤا فيديل!

Posted in Uncategorized.