“استقلال لم يطو رايته”

الشاهد 11هذا العالم
العدد 39
ناهض حتّر
كنا نظنّه هشاً استقلال لبنان، فاذا به الاستقلال العربي الذي لم يطو رايته أبداً.
لبرهة، في العام ١٩٤٣، حمل بشارة الخوري وسامي الصلح، راية الاستقلال اللبناني، في مواجهة المحتلين الفرنسيين، وقوى التفرنس والطائفية.
وسقط جيل الاستقلال -أو بعضه-ولكن الراية لم تسقط… حملها كمال جنبلاط ورشيد كرامي… وقوافل الشيوعيين والقوميين والبعثيين، عام ١٩٥٨، في مواجهة واشنطن، وحلف بغداد، وقوى التآمر والانعزالية.
وطحنت الحرب الأهلية الضروس، كل شيء في لبنان، الا قدرته على المقاومة البطولية، الحقيقية، المستمرة…
عام ١٩٨٣، فجر انتحاريو المقاومة الوطنية اللبنانية، معسكرات المحتلين الأميركيين والفرنسيين، فاضطر الامبرياليون الى مغادرة لبنان، صاغرين… ووراؤهم ظلت راية الاستقلال خفّاقة…
ثم انطلقت قافلة سناء محيدلي، قافلة الأبطال والبطلات، الذين طهّروا أرض لبنان –إلّا جزءاً من جنوبه -من رجس الاحتلال الصهيوني… وسجّل اللبنانيون -الذين أسقطوا اتفاق ١٧ أيار مع “اسرائيل” -سابقة لم تحصل، ولم تتكرر، في تاريخ الصراع العربي -“الإسرائيلي”، ألا وهي ارغام المحتلين الصهاينة على الانسحاب من أرض احتلوها بدون شروط ولا اتفاقات ولا تطبيع ولا تعاون!!
وتغيرت الدنيا، وانهارت “القوى الوطنية” العربية، وانتهى بعضها إلى حضن رابين، وبعضها إلى حضن الجالسين في حضن رابين… سوى البندقية اللبنانية التي ما تزال تطلق نار العروبة على الصهاينة في جنوبٍ لم تهن راية الاستقلال على أرضه المخضبة بدم آلاف الشهداء!
وبعد،
فنحن، إذ نضيء شمعة الاستقلال اللبناني الخمسين، فهي شمعة للمقاومة، ولفيروز، ولمهدي عامل، ولحسين مروة… وللصحافة اللبنانية -التي ما تزال في الطليعة -وللكتاب اللبناني -الذي ما يزال الأفضل -وللمقاومة الوطنية اللبنانية -المشتعلة حتى النصر-ولبيروت، عاصمة الثقافة العربية.. وصخرة العرب والحرية!

Posted in Uncategorized.