سننتصر

الشعب

علامات الزمن
ناهض حتّر

لن تكون المعارك سهلة، ولن نصحو على انتصار ناجز، وسنتكلف الكثير من الدماء، والدمار، والمعاناة، وسيرهقنا التحالف الاميركي الجبّار، لكننا سننتصر!
اقول هذا للمشككين، المتحدثين عن اهوال الحرب، والهزيمة، الشاكين، لولا الخجل، من بغداد التي تورطنا المبشرين بسيادة النظام الدولي الجديد، وسطوته القدرية… واقول هذا، لابناء شعبنا، الذي اطربهم، طارق عزيز، في جنيف، فاصبح لسان حالهم يقول:
الموت ولا المذلة! لكن في قلبهم خشية على العراق، وعلى النصر.
سننتصر… ليس لاننا نتفوق على الاميركيين، بالثقافة، وقوة النيران، بل لاننا نتفوق، عل طواغيت الارض اولئك، استراتيجيا، وهذه هي عوامل تفوقنا:
نحن نملك، اولا، قيادة سياسية صلبة، مصممة عل القتال، حتى النهاية. وما يجعلنا نثق بذيئه الصلابة، والتصميم، انهما لا ينبعان، فحسب، من الارادة الذاتية، للقيادة العراقية، بل من وضعها العياني، في اطار مشروع »النظام الدولي الجديد«، الذي لا يمكنه، ان يستوعب، نظاما ذا نِزعة استقلالية، كالنظام العراقي، ولا جيشا اقليميا، كالجيش العراقي، في العالم الثالث، فالقيادة العراقية تقاتل، اذن، من اجل وجود نظامها، وجيشها، غير مخيرة… سوى بين ان تكون او لا تكون.
ونحن نملك، ثانيا، قوات عسكرية ضخمة على الارض، مدربة، ومجربة، وتملك تقانات، واسلحة، لا يستهان بها، وتقاتل عن وجودها، وارضها، ومعبأة معنويا، في مواجهة قوات غازية، ومرتزقة، ومنهارة الاعصاب.
ونحن نملك، ثالثا، جبهة عراقية، داخلية، متماسكة، وشعبا مسلحا، يناضل في سبيل مستقبله، مستندا الى تقاليد حضارية، ضاربة الجذور، في مواجهة كيانات كرتونية، طارئة، مفككة من الداخل، وآيلة للزوال… فللبلهاء الليبراليين، الذين يتقولون على الديموقراطية، في العراق، نقول: ان النظام العراقي، يستند الى شعبه، وان الثاني من اب، انجز، عمليا، المصالحة الوطنية الكبرى، في العراق… والا، فهل يغدق، نظام، غير مرغوب فيه شعبيا، ملايين البنادق على مواطنيه، وحتى على اولئك، الذين كانوا يقاتلونه بالامس؟!
ونحن نملك، رابعا، ديلكتيك الثورة، في الوطن العربي. فقد اشعل العراق، في الثاني من آب العظيم، فتائل الثورة العربية، ببدئه مجابهة، مركبة من عدة صراعات، هي الصراع الطبقي، القومي، ضد الاقطاعية النفطية العربية، والصراع التحرري، ضد الامبريالية، واتباعها، والصراع القومي الوحدوي… ضد التجزئة، والصراع القومي المصيري، ضد الصهيونية. لذا، فالحرب الاميركية ضد العراق، ستفجر الوطن العربي ثوريا، وتعيد رسم خريطته السياسية، من جديد، محطمة النظام العربي، التابع، من جذوره.
ونحن نملك، خامسا، آلياك تفجير الصراع العربي-الصهيوني الى مداه الاخير، بكل تعقيداته العربية الداخلية، وسينتهي الامر، مع الاشتباك العسكري الاول، بالعرب، الى احد خيارين: فاما الوقوف، بلا تردد، الي جانب العراق، واما الخيانة الوطنية السافرة… وهو امر سيقلب الموازين العربية، ويطيح بقيادات، ويثقل بلدانا، لها ثقل استراتيجي، الى الجبهة العراقية… وحتى قبل الاشتباك الفعلي، يبدو، ان امكانية المناورة، قد انتهت، وسقطت اخر ورقة توت، عن عورة التحالف العربي-» الاسرائيلي«… فهذا حاكم عربي »كبير«، يؤكد، ان العدوان الصهيوني، على الامة العربية، هو دفاع مشروع عن النفس!
وهذه العباءات »العربية«، تبارك لبيكر، مشاركة» اسرائيل «في عملية تحرير الكويت… فهل تغفر الجماهير العربية؟
ونحن نملك، سادسا، الرصيد المعادي للامبريالية، لدى الشعوب الاسلامية الشقيقة، علما (!) بان الاميركيين، يحتلون الحرمين الشريفين، وان العراق يدافع عن النجف الاشرف!
ونحن نملك، سابعا، الطاقة الثورية، الهائلة، للقوى الاشتراكية، العالمية، التي تناضل ضد الثورة المضادة، وامتداداتها، فهذه القوى، ستجد في النضال العراقي، ضد الامبريالية، فرصة للنهوض، ولتجديد المسيرة، مؤكدة اطروحاتها، حول الامبريالية، ضد مشروع النظام الدولي، العبودي، الجديد! وبالاضافة الى الطاقات الشعبية، التي يمكن لتلك القوى حشدها، في كل مكان، ضد العدوان الاميركي-نذكر هنا، مثلا، نضال الشيوعيين الاتراك ضده-فان صمودا عراقيا، في مواجهة الامبريالية، في الخليج، وانفجارا ثوريا، في الوطن العربي، سيؤهل الجيش السوفييتي، موضوعيا، لحسم الصراع السوفييتي، الداخلي، ضد الثورة المضادة، وبالتالي، انهاء الحالة الشاذة، القائمة منذ ١٩٨٥، والمتمثلة في الخضوع السوفييتي، للهيمنة الامبريالية، المطلقة، على العالم.
ونحن نملك، ثامنا، الطاقات الجماهيرية، الاوروبية، والاميركية، المعادية للحرب، في الخليج… وهي طاقات سيجعلها الصمود العراقي، ضخمة جدا، وعاملا اساسيا، في هزيمة الامبرياليين.
ونحن نملك، تاسعا، النزوع الأوروبي-الياباني، للخلاص من هيمنة الكاوبوي الاميركي، وهو نزوع، لن تظهر نتائجه الملموسة، الا في مرحلة متقدمة، من المعركة، وبدء تاثيرها الملموس على الاقتصاد العالمي.
ونحن نملك، عاشرا، وعند اللزوم، خيار تدمير، منطقة فيها ٦٣% من نفط العالم، واغراق العالم، في لجة، انهيار اقتصادي، شامل.
فعلى الرغم، من ان هذه المنطقة، وثرواتها، هي لنا، حقا وشرعا، فنحن امام خيارين، لا ثالث لهما: فاما ان نملكها، ونسخرها، لحليب اطفالنا، ومستقبلهم، واما ان ندمرها، وعلي وعلى اعدائي!
***
اقول: قد تمنع، كل تلك العوامل، اقدام واشنطن، على جريمة الحرب، لكنها، ايضا، ستحسم الحرب، اذا قامت، لمصلحتنا.
وفي الحالتين: سننتصر!
وأقول: «نحن« سننتصر… لان العربي الذي لا يكون، اليوم، عراقيا… لن يكون، بعد، عربيا!

Posted in Uncategorized.