الحرب على العراق: العوامل الدولية والإقليمية

العرب اليوم
ناهض حتّر
احتمالات الحرب الأميركية على العراق ليست، بعد، محسومة مئة بالمئة، هناك عوامل أميركية تتفاعل – كما رأينا أمس – وهي تتفاعل بسرعة نحو الحسم في شكل الحرب وأهدافها ووسائلها.
وهناك، بالطبع، عوامل أخرى، دولية، إقليمية، أقل تأثيراً وأقل تفاعلاً(ساكنة) ولكنها مؤثرة جزئياً، ويمكن أن تكون مؤثرة جذرياً إذا استطاع العراق أن يقدم مبادرات سياسيّة شجاعة سواء لجهة نزع فتيل قضية المفتشين الدوليين عن الأسلحة العراقية أو لجهة المصالحة الوطنية والاتجاه نحو الديمقراطية.
1) لا ترحب أوروبا بحرب من أي نوع على العراق. إنها تفضل استيعابه من خلال ما يسمى بنظام “العقوبات الذكية” الذي يتلخص في فتح أبواب التجارة مع العراق مع مراقبة المستوردات العسكرية للبلد.
2) ولا بد أن نلاحظ أن روسيا وفرنسا وألمانيا وبلدان أوروبية أخرى، ارتبطت بالفعل باتفاقات تجارية ونفطية مع النظام العراقي الحالي. ولا توجد مؤشرات على أن نظاماً جديداً في بغداد خاضعاً أو صديقاً للولايات المتحدة الأميركية، سوف يواصل الالتزام بتلك الاتفاقات التي ستؤول – حسب التجربة الكويتية – إلى شركات أميركية. ليس للأوروبيين – ما عدا بريطانيا – مصلحة في تغيير النظام العراقي الحالي. وهو الهدف المعلن للحرب الأميركية.
3) لم يلتفت أحد إلى حجم الالتزامات الصينية-العراقية في حقول البنية التحتية والاتصالات والنقل وانتاج وتطوير الصواريخ البالستية وأسلحة أخرى. إن تغيير النظام الحالي في العراق سوف يلحق أفدح الضرر بالصينيين، ولكن قدرة هؤلاء على الضغط على مسار الأحداث محدودة. وكذلك الحال بالنسبة لشركاء العراق الآسيويين، وخصوصاً الهند وأندونيسيا اللتين ستلحق الحرب على العراق ونتائجها، أضرار اقتصادية بالغة بهما.
4) سورية – والتي اصبحت مؤخراً شريكاً اقتصادياً وسياسياً للعراق – ليس بمقدورها عمل شيء ملموس لحماية العراق أو نظامه. إن سورية نفسها مستهدفة، بل ومهددة بعدوان إسرائيلي ليس عندها القدرة على صّده. ومن المعروف أن السياسة السورية بطيئة وحذرة وتتحاشى الصراع.
تستطيع دمشق، بالطبع، أن تتقدم إلى وحدة مع العراق تشكل إطاراً لمصالحة وطنية عراقية (القسم الرئيسي من المعارضات العراقية يرتبط بالعاصمة السورية) وكذلك سياقاً لإعادة تأهيل النظام العراقي الحالي وتجديده. وخطوة كهذه قد تشل احتمالات الحرب، أو تصعدها إلى مواجهة إقليمية شاملة. وبالتالي سيكون تأثيرها نوعياً. إلّا أنها (أي هذه الخطوة) تظل مستبعدة – يزود السوريون العراق بقطع غيار للأسلحة القديمة، ويساعدونه في المبيعات النفطية غير المراقبة، ولكن ذلك لا يغيّر الحسابات.
5) السعودية مشلولة أيضاً. انها موضع مخططات! وهناك دعوات أميركية لإعلانها بلداً معادياً. إنها، بالطبع، لا تريد حرباً على العراق ترهقها أمنياً وسياسياً وديمغرافياً في حالة انفلاشها إلى حرب أهلية، كما انها لا تريد نظاماً عراقياً جديداً تدعمه واشنطن بوصفه شرطي الخليج.
6) إسرائيل، بالطبع، تريد وتستعجل الحرب على العراق لأهدافها الخاصة في فلسطين. ولكنها ستقاوم سيناريو الحرب المحدودة الهادف إلى إنشاء نظام جديد قوي في العراق. ان هكذا تطور سيحجم إسرائيل نسبياً بوصفها الحليف الوحيد للولايات المتحدة الأميركية في المنطقة. إسرائيل تفضل احتلالاً أميركياً مديداً للعراق وحرباً أهلية في هذا البلد.
7) وتركيا – التي يعتمد اقتصادها على أكثر من بليوني دولار من الشراكة مع العراق – أقل قلقاً من الناحية الاقتصادية. فهي ستواصل شراكتها – وربما تعززها – مع النظام العراقي الجديد، تحت الرعاية الأميركية للفريقين. بيد انها تتحسب لجهتين، امكانية الانفصال الكردي في شمال العراق أو امكانية قيام عراق قوي مدعوم أميركياً وبالتالي منافس على دور الشرطي.
8) والأردن؟ ان حساباته معقدة للغاية … ونقرأها غداً.
موضع مخططات. وهناك دعوات أميركية لإعلانها بلداً معادياً. وهي، على كل حال، تخشى كل النتائج على اختلافها، فالحرب الطويلة التي تتضمن حرباً أهلية عند الجار العراقي، سوف ترهقها أمنياً وسياسياً، وديمغرافياً! كذلك فإن انقشاع الحرب عن نظام عراقي جديد تعتبره

Posted in Uncategorized.