الجلبي يريد اعتقال أكثر من مليوني عراقي!

العرب اليوم

ناهض حتّر

لم أفهم على وزير إعلامنا، د. نبيل الشريف، قوله إن “قضية أحمد الجلبي قضية قانونية نرفض تسييسها.” إن هذا القول له معنيان متضادان! فقد يعني أن الحكومة الأردنية ستواصل التمسك بتنفيذ الحكم القضائي الصادر بحق الجلبي في قضية بنك البتراء، وقد يعني أنها-على الرغم من هذه القضية-فهي ستتعامل مع الجلبي، سياسياً، بصفته الرئيس الدوري لمجلس الحكم الذي أسسه المحتلون الأميركيون، ويحظى بدعم الحكومة الأردنية.
وأنا لا ألوم زميلنا الدكتور الشريف، فهو في وضع حرج ناجم عن غموض سياسة الحكومة الأردنية إزاء هذه القضية. فالانفتاح والدعم والتأييد والحماسة لتأييد المشروع الأميركي في العراق، المرفوض من أغلبية الأردنيين، يصطدم بأن أحد “أعمدة” ذلك المشروع، هو شخص مطلوب للقضاء الأردني بأحكام قطعيّة، وفي قضيّة كبرى أضرت بالاقتصاد الوطني بقوّة. والجلبي، إلى ذلك، مستقوياً بسادته الأميركيين، لا يني يهاجم الأردن، ملكاً وحكومة وشعباً.
الحكومة الأردنية المقيدة، إزاء الجلبي، بحكم قضائي، لا تستطيع التعامل معه بصفته رئيساً لمجلس الحكم! إلّا إذا قررت تسويق “تخريجة” تفصل فيها “القضائي” عن “السياسيّ”… فيكون ما لله لله… وما لقيصر لقيصر!!
***
غير أنني أعترض على إعلان الشريف، وهو إعلان واضح تماماً، بأنّ رئاسة الجلبي لمجلس الحكم… هو شأن عراقي داخلي. كلا!
أولاً، لأن مجلس الحكم لا يمثل سوى أعوان الاحتلال في العراق، ولا يمثل الأغلبية العراقية. وهو هيئة تابعة للمحتلين، ولا تحظى بأيّة شرعية وطنيّة أو تمثيليّة… سوى تمثيل الطوائف والإثنيات… واستيلاء وتعزيز تقسيم الدولة العراقية، طائفياً وإثنياً.
ثانياً، لأن الجلبي ليس سوى لصٌ مدان، وعميل محترف لوزارة الحرب الأميركية، وليس له أي جذور في العراق، ووجوده هناك، يرتبط، حصرياً، بوجود الاحتلال الأميركي-البريطاني.
ثالثاً-لأن الجلبي هو فاشتسي مهووس. وقد أعلن، بصراحة، عن برنامج أمني في العراق، يجعله مطلوباً من العدالة الدولية، بصفته مجرماً ضد الإنسانية!
لقد طالب الجلبي، سادته الأميركيين بالآتي:
(1) اعتقال أكثر من ثلاثين ألف بعثي… مع أولادهم وإخوانهم وأبناء عمومتهم وخؤولتهم وذرية هؤلاء من الذكور… أي ما يقارب، بالحسابات العائلية العراقية، حوالي مليون مواطن!
(2) اعتقال جميع الذكور بين سن 15 و50 سنة في المدن والبلدات التي تتكرر فيها أعمال المقاومة. وهذا يعني، ربما، مليوناً آخر من المعتقلين أو أكثر!
وهذا البرنامج الأمني، بالطبع، غير قابل للتنفيذ، فاعتقال مليوني إنسان، يحتاج إلى قدرات عسكرية وأمنية ولوجستية خياليّة. ولكن الاقتراح الذي يذكر بمعسكرات الإبادة النازية، يصدر عن عقل مريض بالسادية ووجدان متسخ منعدم الضمير.
وهذا الاقتراح الجنوني في عدائه البشع للشعب العراقي، يكشف حقيقة هؤلاء “الديمقراطيين” الذين استقدمتهم الدبابات الأميركية لإقامة “الديمقراطية” في العراق! و”تخليص شعبه من ديكتاتورية صدَّام حسين”!!!
والجلبي ليس عراقياً في “وجدانه”. إنه حاقد ومريض نفسياً، ويتماهى مع أحقاد سادته في وزارة الحرب الأميركية، الذين يريدون فرض المشروع الاستعماري الأميركي في العراق، حتى لو تطلب الأمر، إبادة الشعب العراقي.
الحكومات العربية-ومن بينها حكومتنا-مطالبة بإدانة اقتراحات الجلبي بصراحة ووضوح وقوة، انتصاراً للشعب العراقي الذي يحتاج اليوم إلى نصرة الشعوب العربية وشعوب العالم في مواجهة إرهاب المستعمرين وأعوانهم.

Posted in Uncategorized.