آخر ثوار القرن في قبضة الجنرالات الأتراك عبد الله أوجلان وحّد الوجدان الكردي في أسطورته

آخر ثوار القرن في قبضة الجنرالات الأتراك عبد الله أوجلان وحّد الوجدان الكردي في أسطورته*****

ناهض حتّر

آخر ثوار القرن انتهى بين أيدي جلادي شعبه! فهل تكون هذه بداية جديدة لشعب مضطهد وملاحق وقابع في سجون كبيرة تفتت الوطن الأم، وتمنع »الدولة« وحتى »اللغة«؟هذا على الأقل ما يأمله »آبو« كما يسميه الأكراد تحببا ففي خطاب للشباب الكردي في آب الماضي قال »يجب أن تؤمنوا أن الثورة قادمة. ولا بديل عنها«.زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، ليس أسطورة نهاية القرن فقط، ولكنه أيضا (وهو الأخطر) وحّد الوجدان الكردي في »الأسطورة« ما يجعل إحراق الأجساد من أجله ترويدة قومية، وما يجعل القلوب أكثر إصغاءً لندائه النضالي. »آبو« في السجن أو شهيدا، سيكون إذن، أكثر خطرا على الجنرالات الأتراك منه فاراً تُقفل العواصم أبوابها في وجهه، في الزمن الأميركي الإسرائيلي.في أُسرة فلاحية كادحة لها ستة أولاد، وتعيش في بلدة كردية على الحدود مع سوريا، وُلد عبد الله أوجلان، وشبّ »فلاحا« قبل أن ينتقل إلى العاصمة التركية »أنقرة« ليتابع تحصيله الجامعي في العلوم السياسية، ويؤسس »مستقبله«، لكنه اختار سريعا النضال من أجل حرية كردستان. وفي العام 1972، سجن سبعة أشهر بتهمة قيامه »بأنشطة كردية« قادته، في العام 1978، الى الانخراط مع زملاء الكفاح في تأسيس المنظمة المسلحة التي ستقض لاحقا مضاجع الحكومات التركية، أي »حزب العمال الكردستاني«. وفي السنة نفسها تفرغ أوجلان للكفاح المسلح »لعدم إضاعة الوقت بجدالات سياسية حول القضية الكردية«. وفي البداية عرف الحزب باسم »آبو جولار«. ومذ ذاك سمي أوجلان بهذا الاسم العزيز على القوميين الأكراد: »آبو«.غادر أوجلان تركيا قبل وقوع الانقلاب العسكري في أيلول العام 1980. وعاش منذ العام 1981 في المنفى. وفي معظم الأوقات، وجد المأوى الصديق في دمشق أو في سهل البقاع اللبناني حيث أقام مقر قيادته العام ومعسكرا لتدريب محازبيه (وهو المعسكر الذي أغلق في العام 1992).ولكن، قبل السلاح، نشط »آبو« لتأسيس العقيدة القومية بالاستناد الى ماركسية لينينية عالمثالثية. وبالاساس، ركز حزب العمال الكردستاني، بقيادته، على »اعادة تشكيل الهوية الكردية التي قمعت لأعوام على ايدي الاستعماريين الاتراك« اي على اعادة تشكيل الوجدان القومي التركي الذي ألهم الآلاف من الشباب والصبايا الاكراد، امتشاق السلاح من اجل قضية شعبهم.وفي الخامس عشر من آب العام 1984، بدأ حزب العمال الكردستاني، الكفاح المسلح ضد انقرة، وهو ما كلفها غالياً حتى الآن. وقاتل الحزب، اولا لإقامة »كردستان الكبرى« على أراضي الامة الكردية المفتتة بين تركيا وايران والعراق وسوريا«. وإذا كان هذا الهدف قد ترسخ في وجدان النخبة الكردية على مستوى الوعي التاريخي بالذات، فإن عبد الله اوجلان، قاد حزبه، تحت ضغط المتغيرات الدولية في مطلع التسعينات، وبالأخص انهيار الاتحاد السوفياتي والمنظومة الاشتراكية، في تراجع تكتيكي، الى التعاطي السياسي مع الأهداف المحددة لأكراد تركيا، فأعلن، في آذار العام 1993، وقفا لإطلاق النار من جانب واحد، مطالبا انقرة بفتح حوار سياسي، لكن الحكومة التركية لم تعترف بهذه الهدنة، فأنهاها الزعيم الكردي في ايار من العام نفسه.وكرر اوجلان محاولاته السياسية، فأعلن هدنة جديدة في كانون الاول العام 1995، ومرة اخرى في الاول من ايلول العام 1998، حين حدد بوضوح هدف حزب العمال الكردستاني في إقامة حكم ذاتي للاكراد في تركيا، وليس الانفصال في إطار إقامة دولة قومية موحدة. ورفض الجنرالات الاتراك جميع هذه العروض السياسية، متابعين سياسة استئصالية ضد النضال القومي الكردي.وفي إطار هذه السياسة اعتبرت انقرة ملاحقة اوجلان واعتقاله هدفا ثابتا، وطالما اعتقد الجنرالات الاتراك ان اعتقال اوجلان سيؤدي الى تفكك حزب العمال الكردستاني الذي يستخدم شمال العراق قاعدة خلفية للقيام بعملياته التي تجبر انقرة على حشد ما بين 250 الى 300 ألف جندي في جنوب شرق الاناضول.وتقول انقرة ان ضحايا المواجهات في كردستان تركيا، بلغت 31 ألف قتيل حتى الآن. وتحمل اوجلان وحزبه المسؤولية عن مقتلهم.ولكن، بالنظر الى ميزان القوى الفعلي، وشهرة عمليات الأرض المحروقة التي يقوم بها الجيش التركي ضد القوى الكردية، فمن المرجح ان يكون معظم الضحايا قد سقط على ايدي الاتراك.وأدت الهجمات الكبيرة التي بدأتها حكومة رئيسة الوزراء التركية، طانسو تشيللر، العام 1993، الى مقتل آلاف المقاتلين الاكراد من انصار حزب العمال الكردستاني.ويضم هذا الحزب، جناحا سياسيا يعرف باسم جبهة تحرير كردستان وجناحا عسكريا هو »الجيش الشعبي لتحرير كردستان« وتعتبر منظمات كردية متعددة مستقرة في اوروبا مقربة من الحزب، »كالبرلمان الكردي في المنفى« ووكالة الأنباء الكردية ومقرها المانيا وقناة »ميد« التلفزيونية التي تبث من اوروبا.وفي تشرين الاول الماضي، غادر اوجلان سوريا، الى روسيا ثم ايطاليا ثم فقد اثره قبل اختطافه في عملية غامضة في العاصمة الكينية نيروبي.

Posted in Uncategorized.