ولي العهد يعلن انتهاء العلاج حتى آذار-الملك حسين يعود لمواجهة خلافات النظام

ناهض حتّر

:أعلن ولي العهد الأردني الأمير حسن، في كلمة بثها التلفزيون الأردني، ليلة أمس، ان الملك حسين غادر مستشفى مايو كلينك »وقد تعافى وتشافى من المرض، وأذن له الأطباء بالخروج بعد ان أتم العلاج الذي تكلل بالنجاح الكامل«. ولكنه نقل عن الملك قوله انه سيعود الى »مايو كلينك« مرة أخرى في آذار المقبل.وقال الأمير حسن أن الملك حسين »بدأ رحلة عودته«. وذكر التلفزيون الأردني لاحقاً ان طائرة الملك الخاصة اقلته من ولاية مينيسوتا الأميركية حيث مشفاه الى قاعدة اندروز الجوية قرب واشنطن التي وصلها في زيارة تستغرق بضعة أيام.وكشف الأمير حسن مضمون رسالة تلقاها من الملك حسين، يؤكد الأخير فيها ان »الاطباء في مايو كلينك وزملاءهم في الولايات المتحدة مرتاحون الى نتائج الفحوص التي نختتم بها اقامتنا هنا الى موعدجديد في آذار القادم« كما أكد أن »كل الفحوص« التي أجراها بعد رحلة العلاج »كانت مطابقة لأفضل توقعاتهم«.واوضح ان حركة طيرانه ستكون الى واشنطن لقضاء بضعة أيام ثم الى لندن فعمان. مشيراً الى انه سيأخذ بعض الوقت في طريق العودة »للنقاهة« قبل أن يعود الى »نشاطه الطبيعي«.وكان الملك حسين قد خضع الى ست جولات من المعالجة الكيميائية ضد سرطان الغدد اللمفاوية، قبل أن يعاد زرع نخاعه الشوكي في 170 يوماً من الاقامة بالمستشفى، تخللتها فترات نقاهة.وكان »مصدر مأذون له« في العاصمة الأردنية عمان، قال ان الملك حسين سيلتقي الرئيس الأميركي بيل كلينتون والمسؤولين الأميركيين، قبل ان يعود الى البلاد.الملك حسين عائد إذن، و»سيحسم« كما تتوقع مصادر صحافية، خلافات سياسية داخل النظام، ظهرت على الملأ، بعيد مغادرته عمان، في مرحلة علاجه الطويلة في 14 تموز الماضي، عندما كان الجميع يتوقع صعوبة شفائه، ويتصرف على هذا الأساس، بينما أسئلة الخلافة، والحكم والحكومة والاتجاهات السياسية والاقتصادية، لها العديد من الاجابات التي لا يمكن ترجيح إحداها على الأخرى، فهل يفعل الملك العائد ذلك ويرجح ويحسم؟لقد أكدت التطورات الأردنية خلال الأشهر الستة الماضية ان الملك حسين، هو أقوى مما كان يُظن، بحيث ظل ممسكا، وهو راقد على سرير المرض وعلى مبعدة آلاف الأميال بالخيوط الرئيسية للنظام الأردني، وقادرا على احتواء اللعبة السياسية الأردنية المتزايدة الخطورة والاتساع وتكاثر اللاعبين واشتداد الصراع والمنافسة بينهم.إذن، ليس مستبعدا ان تكون في جعبة الملك العائد الآن الى عاصمته و»نشاطه الطبيعي«، قرارات توصل إليها بعد المراقبة من بعيد، ولكن هل تكون »حاسمة« وفي الاتجاه المضاد لولي العهد الأمير حسن، وحكومته و»أفكاره« التي ظل حريصا على عدم تطبيقها خلال إدارته المنفردة لشؤون الحكم خلال نصف السنة الماضي؟لقد كان متوقعا أن يكلف الأمير حسن سياسيا مخضرما من الحرس القديم تشكيل حكومة قوية قادرة على اتخاذ قرارات كبرى، أصبح الوضع الأردني المشلول بأمس الحاجة إليها، ولكنه، بدلا من ذلك، كلف وزيرا من الصف الثاني، وهو الدكتور فايز الطراونة، تشكيل حكومة إدارة أعمال ضعيفة من وزراء يعوزهم الثقل السياسي مثلما تعوزهم الخبرة. ووجه حكومته الى إجراء حوار مفتوح مع المعارضة، سرعان ما توقف. وقررت الحكومة موازنة عامة متحفظة وربما »خائفة« ولا تجيب على ضرورة البدء بالتوسع في الانفاق العام بعد سبع سنوات قاسية من الانكماش والتقشف، مفضلة التجديد »لبرنامج التصحيح الاقتصادي« بالعلاقة مع صندوق النقد الدولي، والحفاظ على استقرار سعر صرف الدينار، على انتهاج سياسات اقتصادية أكثر جرأة وكفاءة، ولكنها تنطوي على شيء من المغامرة.وبينما كان من المأمول ان تشهد البلاد، تحسنا ملموسا في العلاقات الأردنية العراقية خصوصا، والعربية عموما؛ وتحجيما للعلاقات الأردنية الإسرائيلية، فإن ما حدث هو المزيد من المراوحة بينما جرى تنظيم عدة حملات إعلامية، غير مبررة من دون طائل، ضد سوريا. وأدى تزامن إحدى هذه الحملات مع التهديدات التركية لسوريا، الى توتير الحياة السياسية الأردنية، وإشاعة توقعات بانضمام الأردن الى الحلف التركي الإسرائيلي.ومع ذلك، يسجل لحكومة الطراونة، انها عبرت عن قدر اكبر من التسامح ازاء المعارضة، وانها اتخذت قرارا جريئا بتخفيض سعر الخبز الذي كان رفعه في آب 1996 على عهد حكومة الكباريتي، خطوة اقتصادية وسياسية في آن ضد فقراء الريف والعشائر.واثناء العدوان الاميركي البريطاني الاخير على العراق، اتخذت حكومة الطراونة موقفا مائعا، ولكنها لم تصطدم بالمتظاهرين المؤيدين لبغداد، كما فعلت حكومة عبد السلام المجالي في شباط الماضي وكذلك، تركت الحكومة للبرلمان حرية اتخاذ قرارات جريئة لادانة العدوان الاميركي البريطاني، ووقف التزام الاردن بالحصار على العراق، ودعوة البرلمانيين العرب الى اجتماع طارئ اتخذ بدوره، قرارات ساخنة في التضامن مع العراق ليست ملزمة، ولكن لها دلالات سياسية هامة.اذن، كانت الاشهر الستة من ادارة الامير حسن، عنوانا للتأرجح السياسي وعدم الحسم، فهل يمكن ان يكون لدى الملك العائد، القدرة المأمولة على الحسم؟يلتقي الملك حسين قبل عودته، الرئيس الاميركي بيل كلينتون ومسؤولي الادارة الاميركية في واشنطن، وسيبحث العلاقات الثنائية، وخصوصا المساعدات الاميركية للاردن، التي وعدت وزيرة الخارجية الاميركية، مادلين اولبرايت اثناء زيارتها لعمان منتصف الشهر الحالي، بزيادتها من 225 مليون دولار الى 425 مليونا. وكذلك، »العملية السلمية«، و»التطورات الاقليمية في الشرق الأوسط«.

Posted in Uncategorized.