مرثاة!

ناهض حتّر

«إلى فتى أردننا الشهم… و…»
وأحبس دموعي! كيف افترقنا كل هذه السنوات يا فتى المحبّات، يا ضاحك العينين عن طيبة ورضا وشوق إلى الحياة؟ كيف رحلت، هكذا، فجأة، قبل أن نسوّي حسابات افتراقنا منذ الـ 94؟ كنتُ-ما زلت-أحبك بلا حدود، وكنت تحبني وتسميني «فتى الاردن» مشفقاً عليّ من عبء المهمة التي أخذتها على عاتقي.
سوى مرة أو مرتين لم نصطدم أبداً. حواراتنا العذبة العميقة المحبة كأنها مكتوبة مسبقاً بقلم روائي كبير. كل كلمة في مكانها، كل نأمة… كل ضحكة… انسجام شامل إزاء الاختلافات.
تلك… صداقة الرجال
لم أسمح لك بممارسة الاكتئاب
ولم تسمح لي بالغرق في السياسة اليومية
…فتلاقينا على مساحة خضراء في صحراء دامية. قراءات مدهشة في الرواية، ولقطات لاذعة في الاتجاهات السياسية، وسخريات من الأدعياء… والمتعصبين… والأغبياء. وضحكات حتى انفجار الخواصر…
شمس الشتاء الحلوة في الشميساني، والبيرة المثلجة، وطبق البطاطا المقلية… ورنين الكلمات…
كيف، إذاً، أيها الحبيب مؤنس، ذهبت… قبل أن تكرر كل ذلك… وأي بلاهة عشناها منذ الـ 94؟!
***
وماذا تفعل بي أنت يا هشام؟! أصحيح «أننا نعيش في مدينة واحدة؟! أين هي، إذاً، حواراتنا التي كأنها نغمات في سمفونية: الاختلاف والتعلم داخل وحدة الفكر، وعلى إيقاع المودّات؟! أينك يا أستاذي وصديقي وأخي؟!
***
وأينك أنت يا طارق… يا رفيقي… وأين… عبد الرحمن؟! وهل ستتسع هذه المرثاة حتى الاختناق!؟0

Posted in Uncategorized.