“قتيلان”!

هذا العالمالشاهد 9
ناهض حتّر
هذه صورة طفل احد الاسلاميين المتهمين بالتآمر في مقتل الكاتب المصري فرج فودة في حزيران ١٩٩٢، اثناء جلسة المحاكمة في مطلع هذا الشهر، التي حكم فيها على عبد الشافي احمد رمضان بالاعدام، بينما اجل الحكم على المتهمين الآخرين حتى نهاية الشهر الحالي.
من اجل هذا الطفل… كان فرج فودة، الكاتب العلماني المصري، يناضل لتغيير واقع مصر المأزوم، حالماً بمجتمع ديمقراطي جديد، يؤمِّن للأطفال المصريين، الغذاء والدواء والكتاب، والمستقبل الشخصي الآمن الكريم، في ظل الحرية والعدالة الاجتماعية.
ومن اجل هذا الطفل… كان عبد الشافي احمد رمضان، المناضل الاسلاميّ، يسعى لتغيير واقع مصر “الجاهلي”، حالماً بمجتمع اسلامي جديد، يؤمن للاطفال المصريين ما يفتقرون اليه الان، في ظل الانفتاح والقطط السمان والتبعية والتطبيع!
فرج فودة، اعتقد، عن وهم، ان بعض المشكلة تكمن في عبد الشافي احمد رمضان، فاستنّ قلمه، وكتب ضد “الخطر الاصولي”!
وعبد الشافي احمد رمضان، اعتقد، عن وهم ايضاً، بان بعض المشكلة تكمن في فرج فودة، فاستلّ سلاحه، وقتل “الكافر”!
وصار لمصر قتيلين، كانا يحلمان في تغيير واقعها المأزوم…
وظلَّ الواقع المأزوم والقابضون على زمامه!
***
مات فرج فودة…
ومات عبد الشافي رمضان…
وتركا هذا الطفل في جوعه وحيرته وغموض مصيره!

Posted in Uncategorized.