“عميل”!

هذا العالم

معتز السلطي
وكالة الانباء الفرنسية، تقول انه يعيش في بيت محصن مثل قلعة. وهذا البيت المحصن مثل قلعة في مرجعيون، في الشريط الحدودي، كما يحلو للبعض تسمية جنوب لبنان المحتل، او في الحزام الأمني، وربما “الجدار الطيب”، كما يحلو لاصدقاء “اسرائيل” واصدقائهم ان يسموه… هذا البيت لم يعد يعطي انطوان لحد شعوراً بالأمن، رغم كل المرتزقة من مختلف الملل الذين جندهم “جيش الدفاع”، ورغم الدفع الذي لا ينقطع سيله عنهم.
انطوان لحد، اذاً، في سجن. ومع ان عربية لبنانية خارجة على حقبة الانحطاط العربية الحالية، اسمها سهى بشارة، في سجن، ايضاً… الا أنها اكثر حرية منه، بالتاكيد، ليس في داخلها فحسب، بل فعلياً، وبالمعنى الجغرافي.
سهى بشارة، مثل كل الخارجين على العصر الاميركي في بلاد العروبة، فنانة شفافة، رقيقة… لذا كانت مناضلة، فذة فأطلقت الرصاص على، الخائن لحد، تنفيذا لحكم الاعدام الذي اصدره حزبها الشيوعي اللبناني عليه. فلم يمت لحظتها… وانما ليموت مئة مرة كل يوم… مثل كل الجبناء!
سهى بشارة في سجن الاحتلال… الا أنها، بالتأكيد، اكثر حرية من كل الذين يحتسون “المارتيني” في قلاعهم الوثيرة ويتحدثون عن الممكن والحكمة في السياسة. في بلاد العرب الشاسعة صحارها.
انطوان لحد هذا قلق كثيرا هذه الأيام… خاصة بعد ان انسحب خمسة من ضباطه مؤخراً من “جيش لبنان الجنوبي” العميل رغم انف كل اجهزة الاعلام التطبيعية التي لا تحب كلمة “عميل” باعتبارها من مخلفات الماضي… انسحبوا حتى لا يتهموا بالخيانة اذا ما وقعت “اسرائيل” اتفاقاً للسلام مع لبنان، حسب اقوال لحد لاجانس فرانس بريس.
ولحد هذا هو وريث سعد حداد في زعامة فيلق المرتزقة المذكور أعلاه… وان كانت تنقصه “كاريزما” الاب المؤسس.
والأب المؤسس حداد هذا لم يعدم وزير اعلام عربي ينصح ابناءه الاعلاميين، كلاً في موقعة، بان يسموه “المنشق”، بدلا من “العميل”… فسعد هذا رجل يختلف في رأيه السياسي عن لبنانيين اخرين، حسب رأي معالي الوزير، والاختلاف في الرأي من سمات الديمقراطية.
دون ان نتفلسف كثيراً: سعد حداد كان خائناً وعميلاً… وانطوان لحد قبله… وكل من يضع نفسه في خدمة العدو الصهيوني وسادته في واشنطن كذلك… وسهى بشارة، وما تمثله، هي الحقيقة، العربية الوحيدة الناصعة في هذه الحقبة الرديئة من التاريخ العربي… مهما هرج المهرجون!!

Posted in Uncategorized.