بابا عربي

منطقة خطر ناهض حتر
باعتراف بابا الفاتيكان بالكيان الصهيوني، سقطت شرعية السدة البابوية بالنسبة للعرب المسيحيين، حكما. فالمرجع المسيحي الذي يعترف «باسرائيل» لا يعود مسيحيا من حيث المبدأ، لأنه يعترف بقَتَلَة السيد المسيح. وبشرعية كل ما ناضل السيد المسيح ضده.
عندما نناقش هكذا، يقول لنا الذين لا يميزون ماذا يعني كونهم عربا مسيحيين-مع أنهم مؤمنون وربما متعصبون -طيب! إذا كان ياسر عرفات قد اعترف «بإسرائيل»… فماذا يضير البابا؟ غير مدركين، تحت تأثير هوجة «السلام»، أن اعتراف عرفات «بإسرائيل» هو شأن سياسي طارئ وعارض، ولا يلزم سوى عرفات والطبقة الاجتماعية التي يمثلها -وهي طبقة أصبحت لها قيم يهودية! -أما اعتراف البابا «بإسرائيل» فهو شأن عقائدي تاريخي جلل، يمس، في الصميم، المعنى القومي والحضاري لوجود العرب المسيحيين، من حيث أن هذا الوجود المميز، هو، بالذات، الذي يعطي للعروبة هويتها الخاصة، بوصفها رابطة قومية حضارية غير دينية. فتبعية العرب المسيحيين لمرجع ديني يعترف «بإسرائيل» يمس الرابطة الأمتيّة بين هؤلاء وبين العرب المسلمين. فالمسيحية والإسلام، وهما عنصرا الأمة، لا يعترفان بالدولة العبرية، ولا بقيمها… حتى لو اعترف بها ياسر عرفات وغيره.
هذه المعاني الكبرى، أدركها من قبل، طيب الذاكرة، البابا شنودة، فرفض الاعتراف «بإسرائيل» بالرغم من اعتراف السادات بها… وذهب إلى السجن، حفاظا على شرف الكنيسة ودورها الأساسي في الوطنية المصرية؛ تلك الكنيسة التي، منذ كامب ديفيد، أخذت على عاتقها أن تكون إحدى قلاع مقاومة «التطبيع» … فحرّمت على الأقباط زيارة القدس طالما هي محتلة!
نستذكر البابا شنودة بالخير. وندعو إلى بابا عربي وكنيسة عربية موحدة لبلاد الشام والعراق، تكون قلعة من قلاع العروبة، ورمزا أساسيا من رموز وحدة الأمة.

Posted in Uncategorized.