راية المستضعفين

ناهض حتّر
ينتمي اليسار التقليدي الى فترة الحرب الباردة. وهي انتهت، بقواها وايديولوجياتها، بلا رجعة. لكن حركة التاريخ مستمرة، وليس امام البشرية سوى مواجهة الرأسمالية المتوحشة، لكي تنقذ نفسها من الجوع والبطالة والتهميش، ولكي تنقذ الكوكب من الحروب ودمار البيئية وانحلال الدول والمجتمعات. وهذا يعني ان اليسار ما يزال – وسيظل- ضرورة تاريخية.

بيد ان اليساريين العرب – والاردنيين بالطبع- لم يستطيعوا، خلال الخمس عشرة سنة الماضية، تجديد خطابهم. بل انهم فقدوا ذاتيتهم لكي يصطفوا وراء احد المعسكرين المسيطرين: السلفية- الدينية والقومية- والليبرالية الجديدة الكمبرادورية.

بعضهم مشى خلف السلفيين الى خطاب بن لادني وبعضهم سار وراء الليبراليين الجدد الى درجة الدفاع عن الاستعمار، واستجلابه او الاستقواء به، لاقامة «ديمقراطية» هي، في الواقع، ديمقراطية الشرعية الكمبرادورية من القطاع الخاص.

بالطبع، وكما يحدث عادة في الحركات الاجتماعية – السياسية الآفلة،تظل هناك كتيبة متمسكة «بالانجيل» الاول، وتحتمي بالعقيدة من اوزار السياسة.

لكن الجديد يأتي، تتلمسه في هذا النبض الشبابي الذي ينهض على غير هدى او تلك الكتابات المتناثرة، او تلك الحوارات التي تحاول ان تشق طريقاً ثالثاً في مواجهة الخصمين – الحليفين: السلفية والليبرالية الجديدة.

فيمَ يتلخص «اليسار الجديد» الآتي؟

انه يسار اجتماعي لا عقائدي. همّه تنظيم حركة المجتمعات في مواجهة التتبيع والتفكيك والتجويع والتهميش. ليس يسار الطبقة العاملة بالضرورة. بل يسار المهمشين الساعين الى الانتظام في الحياة الاقتصادية والسياسية والثقافية. «وفي الحالة الاردنية: يسار العشائر؟ ولم لا ؟»

يسار وطني بالمعنيين «عملي ومعادٍ للاستعمار» وشعبي بالمعنيين «اصيل متجذر ومرتبط بمصالح الفئات المستضعفة» يسار جديد: قد لا يحتفظ بالعنوان «اليساري» ولا اعرف، بعد، شكله التنظيمي او حركيته الاستقطابية. ولكنني اراه يولد واسمع صرخاته.

Posted in Uncategorized.