وقفة مع الذات من اجل العراق

ناهض حتّر
نحن، اذن، على مشارف الحلقة الاخيرة من الحرب الامريكية في العراق. لقد وجه الاعلان الامريكي عن المفاوضات السياسية مع المقاومين العراقيين، ضربة قاتلة لصدقية حكومة الدمى العراقية برئاسة ابراهيم الجعفري، وبرلمانها واجهزتها الامنية والعسكرية. وعاد الجميع،الان،الى مراجعة الحقيقة في العراق، حيث توجد قوتان رئىسيتان: الاحتلال الامريكي والمقاومة العراقية.

ولسوف تتميز المرحلة المقبلة بسطوة هذه الحقيقة على مجرى الاحداث. وسوف تشهد الآتي:

– تذبذب الامريكيين بين اليأس والضغوط وتقديم العروض للمقاومين من جهة او القيام بعمليات انتقامية اجرامية ضد المدنيين من جهة اخرى.

– تصعيد عمليات المقاومة، واتساع صفوفها، وانضمام قوى سياسية جديدة الى موقفها الاساسي الداعي الى جدولة انسحاب المحتلين.

– القوى الطائفية المدعومة من ايران في الجنوب، القوة العراقية في الشمال، سوف تعملان على تصعيد التطهير الطائفي والعرقي، وتثبيت واقع التقسيم والانفصال.

فهل تنشب، عند انهيار الاحتلال – وهو قريبا- الحرب الاهلية في العراق.. ام اننا سنشهد قيام جبهة عراقية تخترق الطوائف والعرقيات، لتأسيس الدولة العراقية الجديدة؟

هذا السؤال المصيري مطروح، بالدرجة الاولى، على الوطنيين العراقيين من كل الطوائف والقوميات والاتجاهات، لكنه، وربما بالقدرنفسه، مطروح على القوى الوطنية العربية، المطالبة، الان، بالمبادرة للحيلولة دون تقسيم وتفتيت البوابة الشرقية للوطن العربي.

واذا كنا في الاردن، الاكثر تضرراً من انهيارالكيان العراقي، فاننا مطالبون، امام العراقيين وامام انفسنا، بمراجعة الموقف، وبلورة سياسة ايجابية مستقلة ونشطة، للحفاظ على وحدة العراق.

Posted in Uncategorized.