على من نطلق الرصاص؟

ناهض حتّر
الصديق المحامي عبد الكريم الدغمي. هو من بين افضل البرلمانيين الاردنيين. له خبرة وحضور، أتياً من المعين نفسه. وهو قاعدته الانتخابية المتجذرة في الريف البدوي العشائري. فقد أرسلته هذه القاعدة، مراراً الى البرلمان، وساندته، وبلورت احسن ما فيه من صفات.

خاض الدغمي معركة ديمقراطية للحصول على رئاسة مجلس النواب وهو يستحق هذا المنصب بالفعل. وقد خسره امام منافس قوي هو المهندس عبدالهادي المجالي.

ولم تكن هذه المعركة ذات معنى سياسي، لان الدغمي والمجالي كلاهما من الطينة الاجتماعية – السياسية ذاتها، ولهما السمات الشخصية نفسها من حيث قوة الشكيمة والكاريزما. وانا لا يزعجني. بل يسرني ان يكون لدينا اكثر من مرشح قوي لكل منصب من مناصب الدولة.

اختار الدغمي، السلط «السبت الماضي» لكي يخرج عن صمته واحتجابه المديدين خلال المعركة السياسية – الاجتماعية التي خاضها نواب الحجب ال¯ 48 في مواجهة المجموعة والخطة الليبرالية الجديدة. وكان المجالي في الصفوف الاولى في هذه المواجهة التي غاب عنها الدغمي من دون مبرر. ثم ظهر فجأة ليصب جام غضبه- مجدداً- على منافسه على رئاسة البرلمان، وكتلته وانصاره، متجاهلا انه ينتمي – موضوعياً- الى خندق النواب ال¯ ،48 وانه ، بصمته واعتكافه ثم بهجومه على المجالي، انما يساعد الخصم الاجتماعي- السياسي المشترك! فهو، اذن كمن يطلق النار على يده!

لم يقل الدغمي كلمته في المواجهة على الليبرالية الجديدة الكمبرادورية الى تهميش القاعدة الاجتماعية التي ارسلت الدغمي الى البرلمان. وبدلاً من ذلك اطلق الدغمي النار على المجالي ووزير الداخلية السابق، سمير الحباشنة، واعلن تعاطفه مع الاخوان المسلمين، الحلفاء السياسيين لحكومة بدران، حتى قبل تعديلها.

الدغمي نائب من الوزن الثقيل ومقاتل من ابناء الاردن المخلصين. ونحن نحتاج الى صولاته التي ما تزال في بداياتها مع النهج الكمبرادوري ولا نحب له ان يبتعد عن الميدان، او إخطاء الهداف.

Posted in Uncategorized.